هناك قول خامس في قوله تعالى: ((يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ))[الرعد:39]، وهو: أن الله سبحانه وتعالى ترفع إليه أعمال العباد جميعها، حتى قول العبد: (أكلت، أو شربت، أو أخذت)، والله سبحانه وتعالى يمحو منه كل شيء إلا ما له علاقة بالثواب والعقاب، ولكن أرجح الأقوال وأولاها هو القول الأول: أن المحو والإثبات في الأقدار، وأن أم الكتاب هو اللوح المحفوظ، وهو ثابت لا تغيير فيه ولا تبديل.
هناك نوعان من القدر: قدر نافذ، وقدر معلق، فالمعلق مرتبط بسببه؛ إن وقع سببه كان، وإن لم يقع السبب لم يكن، وأما القدر الثابت فهو نافذ لا محالة، وهو الذي في اللوح المحفوظ، كما نطق بذلك القران.